شغب الملاعب الرياضية .. أزمة تأطير أم تنظيم؟

لاشك ان الشغب اصطلاحيا هو الفوضى والاعتداء المادي والمعنوي، وهو ظاهرة جد خطيرة ابتليت بها بعض ملاعبنا الرياضية وخاصة تلك التي تحتضن لعبة كرة القدم

 

حيث نجد شبابا مراهقين وأطفالا مهووسين بحب كرة القدم ومعاينة فريقهم المفضل لديهم، فيشجعونه بشتى أنواع التشجيع ولو بالتلفظ بألفاظ نابية اتجاه الخصم أو الفريق الزائر ونحو اللاعبين ولو كانوا من الفريق الذي يعشقونه ويحبونه.

وهذا يحيلنا على وضع سؤال عريض: ما جدوى تأسيس جمعيات المحبين والأنصار للفرق الرياضية الكروية "لكرة القدم" ؟

وتأسيسها يدخل في إطار ظهير تأسيس الجمعيات التي من أولويتها التاطير الفعلي البعيد عن الغوغائية والمجون الكلامي والتدخل في شؤون الفريق إداريا وماديا وتقنيا، ومن أساسياتها العناية بالجماهير وحثهم على التحلي بالروح الرياضية العالية دون المس بكرامة اللاعب والمسير والمدرب والمتفرج واعتبار أن "الرياضة أخلاق قبل أن تكون جريا وراء الأهداف".

والمثير للانتباه هو مااصبحت تعرفه بعض ملاعبنا الرياضية من شهب وحالات الهيستريا من تأثير المخدرات وعقاقير الهلوسة التي تجعل المتفرج المشاغب يتصرف دون إدراك أو تمييز بتصرف عدائي، فلا يشعر بما يفعله من رمي بالحجارة والقنينات الفارغة التي تؤذي اليابس والأخضر...

ولاشك أن ما عرفه ملعب ألحارثي بمراكش والذي لم يسبق له ان عرفه منذ بداية البطولة الوطنية لكرة القدم ببلادنا سنة 1958، أفزع الجميع وجعل كل الرياضيين بالمدينة يتساءلون عن السر في هذه الأحداث ومن كان وراءها ..؟؟؟

حيث كان ملعب الحارثي يضرب به المثل في الأخلاق والروح الرياضية العالية وكان يحتضن فرق لها صيت وسمعة بما فيها الوداد البيضاوي، ولعل ماعرفه ملعب ألحارثي في الدورة الرابعة من بطولة الموسم الحالي استنكره الجميع واحتج عليه الجميع واجمعوا على انه غير مقبول،

لكون الرياضية هي أدب وعلم وأخلاق وتسامح وتباري وتنمية، لاشغب وفوضى واعتداء، ومن يعتقدون أن الرياضة وملاعبها مكان ومرتع للفوضى والشغب فإنهم خاطئون وليسوا على شيء، ويعتبرون من المنحرفين رياضيا وأخلاقيا، و يتوجب ردعهم فهم خطر على الوطن والمواطنين ماديا ومعنويا.

واعتقد أن سبب الشغب بالملاعب هو عدم تأطير المتفرجين وجماهير الفرق من طرف جمعيات المحبين والانصار بطريقة رياضية أخلاقية أخوية